محتوى الموضوع
انواع العبادات في الاسلام
لقد خلق الله تعالى الإنسان وهيئه لمهمة عظيمة وهي عبادته سبحانه وتعالى وقد تعددت انواع العبادات في الاسلام فمنها عبادات ظاهرة وأخرى باطنة فالعبادة تطهر قلبه وتمنحه الفضائل وتطهره من كل الرذائل وتزرع في نفس المؤمن المودة والرحمة والصبر والتسامح وترفع الدرجات، فالعبادة هي الهدف التي خلق الله لها العباد كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي} [الذاريات:5]
ما هي انواع العبادات في الاسلام
العبادة هي كلّ ما يحبّه الله -تعالى- من الأقوال والأفعال ما ظهر منها وما بطن، اقسام العبادةوالعبادات في الإسلام متنوعة وقسمت على حسب ما تقوم به الأعضاء أو ما يدخل فيها إلى أربعة أقسام وهم:
1- العبادات البدنية: وسميت بهذا الاسم لأن البدن يقوم بها كالطواف والصلاة، والصيام، والحج، وصلة الأرحام…إلخ
2- عبادات قولية: وهي عبادات تتضمن الدعاء
وكل ما يقوم به اللسان كالاستغفار والحمد والتسبيح والتهليل، وقراءة القرآن، والتكبير، وغيرهم من مجالات العبادة القولية.
3- ومن اقسام العبادة أيضا عبادات قلبية وهي من انواع العبادات الخفية وأساسها القلب مثل المحبة، والخشوع، والاستغاثة والاستعانة، والإنابة، والخوف، والرجاء، والخشية، والتوكل، وغيرهم.
4- عبادات مالية: وهي العبادة التي تقربنا إلى الله بدفع المال مثل الصدقات والزكاة والنفقات.
ربما تفيدك:مجالات العبادة التربوية .. أهم دور تجاه الأبناء
ما هي العبادة
العبادة في المجمل كل ما يقربنا إلى الله من أعمال ظاهرة أو باطنة ولكن هناك تعريفان لها لغويا واصطلاحيا:
العبادة في اللغة: هي الخضوع والتذلل للغير بقصد التعظيم والتجليل، وهو أمر غير جائز إلا لله عز شأنه، وتستعمل العبادة بمعنى
الطاعة، وتطلق العبودية على إظهار الخضوع والتذلل لله، أما العبادة فهي أكثر بلاغة من الطاعة، فالعبادة تعني الغاية في التذلل.
شمولية العبادة في الاصطلاح: تعرف بأنها الخضوع والانقياد لله عز وجل، مع التقرب والتذلل إليه وما شرع من محبته،
وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بأنها اللفظ الجامع لكل ما يحبه ويرضى عنه الله -تعالى- من الأقوال والأفعال، ظاهرة وباطنة ومثال العبادة الظاهرة: الصلاة، والزكاة، والحج، والدعاء، والذكر.
فضل العبادة في وقت الغفلة
ومن أشق العبادات في نفس المؤمن هي العبادة وقت، وبالطبع فإن أحب الأعمال إلى الله أكثرها مشقة ومقاومة للنفس وترجع مشقة هذه العبادة إلى اقتداء النفوس بأحوال بني جلدتها فإن كثرت طاعة الناس شجعوا غيرهم واقتدى بهم الكثير فسهلت الطاعة
لأن المناخ العام يسرها أما إذا كثرت الغفلة وتأسى بها العموم شقت الطاعة على نفوس المستيقظين للطاعة لقلة من يقتدون بها ولكثرة الشهوات المحيطة بهم فكان جهاد النفس هنا أقوى وأصعب وفي هذا السياق قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “للعامل
منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون”، وقال: “بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء”، وفي رواية أخرى: “قيل: ومن الغرباء؟ قال: «الذين يُصلحون إذا فسد الناس”، ومن أوقات الهرج وقت شهر شعبان
فمعظم الناس يرغبون في تأدية العبادات في رمضان غافلين عن شهر شعبان لذلك كان صيام شعبان والتقرب إلى الله فيه من أعظم الأعمال لما فيه من غفلة وهرج بين الناس استعدادا لرمضان.
وفي كتاب صحيح مسلم من حديث سيدنا معقل بن يسار رضي الله عنهما وارضاهم قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العبادة في الهرج كالهجرة إليّ”. اخرجه الإمام أحمد، فهي عبادات يحبها الله والسبب في ذلك يرجع إلى أن الناس في زمن
الفتن يتبعون شهواتهم ولا يرجعون إلى دينهم فيكون حالهم كحال أهل الجاهلية، فإذا وجد من بينهم من يستعصم بدينه ويعبد ربه ويحرص على رضاه ويجتنب غضبه، كان بمنزلة الذين هاجروا واخرجوا من ديارهم من بين أهل الجاهلية في مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به إلى المدينة، متبعا لتعاليمه، مجتنبا لنواهيه.
والمنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يرفع الله به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، فلولا من يذكر الله في غفلة وهرج الناس لهلك الناس جميعا، قال الله تعالى {ولولا دفع اللَّه الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض}، وتفسر هذه الآية إن الله يدفع بالإنسان الصالح عن أهله وولده وذريته وكل من حوله.
خصائص العبادات القلبية
رغم ضرورة العبادات البدنية وثوابها العظيم عند الله إلا أن عبادات القلب لها عظيم الأثر وأعمق شأنا، وهذا ما يستشعره من كان قلبه بالله عز وجل موصلا، فيجب على العبد أن يسعى لنيل الأجر بالموازنة بين العبادات القلبية والبدنية معا، دون إهمال أو تغليب لإحداهما على الأخرى.
وتُعدّ العبادات القلبية من أهم انواع العبادات الاسلامية التي يُطالب بها المسلم، وهي تلك التي تعكس مدى ارتباط المسلم بربه قلبيا، ومن أبرزها الخوف والرهبة من الله التوكل والتقوى والإخلاص والرجاء فنجدها تختلف عن العبادات التي تتعلق بالبدن كالصلاة والزكاة والحج أو العبادات القولية كالذكر والتسبيح والتي تحس بالجوارح وترى بالعين.
كما تشوب العبادات البدنية بعض المعاصي تشوب أيضا العبادات القلبية بعض ما حرم الله مثل: انشغال القلب عما أمر به الله تعالى وهذه تكون في التعلق الزائد بالدنيا.
و العبادة القلبية من أهم مراتب العبادة عند الله بل وأعظم من العبادات البدنية ومنها الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل وباليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتهيئة القلب للاستعداد ليوم الحساب، بحيث لا يعمل المسلم أي عمل إلا والنية به وجه الله تعالى.
ومن الأمور التي تؤدي إلى صلاح القلب أن يكون خوفك من الله وحده لا شريك له، انواع العبادات في الاسلام والخشية من الله تكون في جميع جوانب الحياة لذلك علينا أن نراجع أفعالنا في الدنيا من جديد وتغيير هذه الحياة إلى ما يرضي الله ورسوله، ومن
مجالات العبادة القلبية التعلق فقلوبنا لا يجب أن تتعلق بغير الله جل جلاله، و التوكل على الله حتى وإن قلت الامكانيات والأموال والفرص والتواضع لله وتذكر نعمته عليك دائما.
ربما تفيدك: أنواع العبادات … 4 آراء جمعها ابن القيم
أما في مسألة ايها افضل العمل ام العبادة فقد شرح علماء الإسلام أن الدين حقق التوازن بين العمل والعبادة، فالعمل جزء لا يتجزأ من العبادة، فالعبادة غذاء الروح وعمار للقلب، والعمل يعمر الكون الذي هو واجب شرعي فقد قال تعالى ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها – هود، آية 61﴾
ولذلك فالإسلام يرفض أن يعتكف المسلم للعبادة ويترك عمله فهذا ليس من الإسلام، أو أن ينشغل المسلم بعمله تاركا عبادة الله.
https://www.youtube.com/watch?v=a2XTWoqkry0&t=1s
المصدر: أهل السعودية